رسائل كأس العالم..!

تخطف كأس العالم لكرة القدم، أو الساحرة المستديرة، عقول الناس حول العالم، فالإحصاءات مازالت تشير إلى أن أكثر، أو ما يقرب من ٤ مليارات مشاهد، أى أكثر من نصف سكان العالم، يلتفون حولها فى المدرجات، والشاشات، وكل وسائل الاتصال القديمة، والحديثة.
لقد دخلت منطقتنا العربية تاريخ تلك البطولة العالمية من باب واسع، بانطلاقها من الخليج العربى فى قطر، وهو حدث رياضى له تأثيرات ثقافية، واجتماعية، وإنسانية، وأخيرا أصبحت سياسية، واقتصادية، فتلك اللعبة أصبحت صناعة كبرى للأندية، والفيفا.. والأندية واللاعبون بالملايين، بل المليارات.
كأس العالم العربية الأولى خطفت الأنظار بالزعماء العرب الذين التفوا حول قطر فى مباراة افتتاح البطولة العالمية، ووجود القادة العرب، وفى مقدمتهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الدوحة إشارة إلى أن العلاقات العربية – العربية دخلت طورا متقدما، ولعل المصالحة التى تمت فى الرياض بين قطر وأشقائها قد أثمرت، وتتطور باستمرار عبر الزيارات، وتحسين الأجواء، وإدراك كل عربى عدم التدخل فى شئون أشقائه، وأن يقف الأشقاء مع بعض، وهى النتيجة التى أثمرت أن قطر وحدت العرب حولها فى فرحتها بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، وأكسبها ذلك بعدا عالميا ذا مذاق مختلف، فالتأثير الإقليمى، والقارى، والتعاون هو مفتاح العالمية ودورها، ولعل المصافحة التى بدت فى اللقاء بين الرئيسين السيسى وأردوغان خلال افتتاح الكأس تكون بداية لعلاقات جديدة بين البلدين تتغذى على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل فى شئون الآخرين، وتوقف الصراعات التى بدأت من الجانب التركى باحتضان التنظيمات المتطرفة.
لقد حملت كأس العالم فى قطر رسائل جديدة لمنطقتنا العربية التى عانت كثيرا، وآن لها أن تعود أمورها طبيعية، ومستقرة، ولعلى أقول إن كرة القدم هى الوريث الشرعى لفكرة التطور السلمى للحروب، فهى حقا تشبه الحروب بشكلها القديم، ولكن مع عدم وجود خسائر دموية للفريقين، والتشابهات بينهما كبيرة لدرجة مخيفة، لكن الكرة حقا أجمل، وأسعد من أى شىء آخر.
مبروك لقطر، ونلتف مع شعبها حول ٣٢ فريقا يلعبون، ويسعدون الملايين حول العالم.