حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

فى حب الأرز المصرى

أزعجنى جدا ما يُقال إن فى مصر أزمة بسبب نقص الأرز، أو إن المعروض منه لا يلبى طموحات، ورغبات المستهلكين؛ لسبب بسيط أن مصر موطن الأرز الحلو جدا، وصاحبة سمعة مدوية، ومنتج كبير لتلك السلعة الحساسة.

ورغم أن البذور القادمة من الخارج طورت فى أنواع الأرز، وأعطت حبة كبيرة منه (البسمتى).. وغيرها، فإن الأرز المصرى صاحب الحبة الصغيرة يظل فى البحث العلمى متربعا على عرش هذه الأكلة، رغم كل الظروف الصعبة، والقاسية التى يواجهها المنتجون لدينا، وطلب الأسواق العربية من كل المهتمين بأطباق الأرز المتنوعة أن تكون من الأرز المصرى؛ لطعمه المميز، وتَعود المستهلكين عليه- إلى حد كبير.

لقد ظل الفلاح المصرى (البطل) يتحدى الأخطاء والتحديات مثل نقص الأسمدة، والمياه، ويتصدى للعشوائية فى القرارات لسنوات عديدة مضت، وغياب العدالة بين المستهلكين، والمنتجين، والتجار على اختلاف أطيافهم، وينتظر التخطيط السليم فى التجارة الداخلية، وتحسينها، وتحديثها.

أعتقد أن أزمة الأرز مفتعلة، حيث الإنتاج كافٍ، لكن ماذا نفعل للسيطرة على الأسواق؟

مزارعو الأرز يحتاجون إلى الحوافز، مثلما حدث مع القمح، حيث كان الفلاح يبادر بتوريده بالأسعار المناسبة، ولم يلجأ إلى التخزين، فهو يحتاج إلى الدفع الكاش فورا، لكى يعيد زراعته، ولا يستفيد التجار أصحاب الإمكانات من القرارات التى يستغلونها فى التخزين، مما يضر بالأسواق، ويؤذى السلعة.

الأرز كافٍ، وسوف يظل لسنوات كذلك، لأن الدلتا مازالت مهيأة لزراعته؛ مادامت هناك مياه متوافرة، وما يحتاجه الأرز هو البحث العلمى الجاد لتقليل استخدام المياه فى الزراعة، ومساعدة الفلاح، وأن تمارس الحكومة اختصاصها وتتدخل فى التجارة ليس بالتسعير، وإنما بتحديد هامش الربح.

الأرز يبحث مثل أى سلعة عن دور حكومى فاعل، وراشد، بتشجيع أساليب الإنتاج، وتطوير آليات التجارة ودعم الفلاح الذي يواجه زيادة فى تكلفة الأنتاج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى