حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

أحمد جمال موسى.. و«سر الحفيد»!

ذهبت إلى ندوة ثقافية تَعودَ على تنظيمها للمثقفين، وأهل الرأى، والفكر فى مصر – الدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التعليم الأسبق، ووكيل لكلية الحقوق، ورئيس جامعة المنصورة الأسبق، وبلدياتى الدقهلاوى، والمثقف النادر الذى لا يتوقف عن الإبداع الموسوعى، حيث يتوغل برفق فى عالم الأدب، ويقدم لمحبيه إبداعات رائعة، وجماليات تعكس رؤيته للثقافة، والعلم، حتى وصل إلى القصص محبوكة الفن، والفريدة.

لم يتوقف الدكتور أحمد جمال الدين موسى عن متابعة أحوال، وشئون مصر فى كل المجالات عبر صالونه المتميز، الذى اكتسب شعبية فى أوساط المثقفين، والإعلام لما يقدمه من فكر، ومناقشات تثرى الوجدان، ولا يتوقف عن رصدها، بل يقدم الحلول، والرؤى لمستقبل مصر.

كانت الندوة لها طبيعة خاصة هذه المرة، مع كوكبة من أساتذة الاجتماع، والمثقفين، وقد أدارها الدكتور مصطفى الفقى، وجمعت الدكتور أحمد زايد، وفطاحل الاجتماع، وزملاء صحفيين، وإعلاميين، وكأنى من خلالها وقعت على كنز معرفى كبير يحكى أحوالنا الاجتماعية، والفكرية فى الريف المصرى فى أوساط القرن العشرين.

كانت مذكرات جده موسى أحمد السيد منسى (١٨٩٦-١٩64) هى ما أثار انتباهى، وشغفى، وأنا أقرأ مذكراته كأننى أقرأ أحوال قريتى، ومدينتى، وجدى، وجدك، فهو ترجم حياتنا جميعا نحن الريفيين الذين قدمنا إلى القاهرة للعمل، وتلاقح الأفكار بين القرية والمدينة.

المذكرات (الوثيقة – 20 فصلا) تكشف قوة الشخصية المصرية، ودور الطبقة الوسطى الريفية فى بناء الوطن، وكيف كانوا يتابعون الأحداث، ويحللونها بعمق بعيدا عن السطحية، لنعرف نوعية الوعى الذى اكتسبوه خلال تلك الفترة المبكرة من تاريخنا، وتساعدنا على فهم المجتمع، ولعلها تساعدنا لكى نجيب عن تساؤل الحفيد الذى هو سر جده، وأبيه قطعا: أين ذهبت الرغبة العارمة لدى الريفيين، والمصريين عموما، وشغفهم بالتطور، والرقى نحو قرن من الزمان؟!

الدكتور أحمد جمال الدين موسى قدم رؤية اجتماعية ترقى لمستويات مرتفعة من المعرفة تضاف إلى شخصية مصر التى كتبها الدكتور جمال حمدان لعلنا نعود كما كنا، ونواصل الرقى، والتقدم كما نعرف من تاريخنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى