حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

إعلام وصحافة «مفيد»..!

نحن أمام ظاهرة إعلامية مصرية، عربية قبل أن تكون إنسانية (مفيد فوزى ١٩٣٣ـــ٢٠٢٢)، الصحفى، ورئيس التحرير، والكاتب، والمحاور التليفزيونى، والإذاعى.

ملك مفيد فوزى قدرة فذة فى عالم الصحافة والإعلام، إنه آلة مؤسسية تتحرك فى الأفق الصحفى، والإعلامى الواسع كله بلا توقف، وباستمرارية، وبلا تردد مع عطاء متدفق.

لم يأبه مفيد فوزى لأى انتقادات، وقد واصل مساره باحترام السياق، والموضوع، ومحاوريه، وتلك حقيقة مهنية بارزة عن تاريخ صحفى، وإعلامى لم يلجأ إلى مواجهة منتقديه إلا بنفس أسلوب مواجهة محاوريه (السؤال وحده)، وكان يستأذن بسؤاله، وتلك قيمة إنسانية تركها إعلام وصحافة مفيد فوزى، حيث لم يتجاوز، ولم يخرج عن القيم المهنية على الإطلاق.

قبل «تويتر» و«سوشيال ميديا» كان يكتب للشباب ما يشغلهم بأسلوبهم، وتلك سمات الفرد الموهوب عندما يتحول إلى مؤسسة متكاملة تقدم كل فنون الصحافة والإعلام فى شاشاتها، وعلى مجلاتها، وجرائدها.. هكذا صنع مفيد فوزى، بل حفر اسمه فى عالم الإعلام المصرى على مدى ٦٠ عاما، ولذلك كثر حاقدوه، ومنتقدوه، حيث مازال البعض منا يرى أن النجاح، أو التميز يجب أن يواجه بالهدم، والنقد الهدام، ولحسن طالعنا أن بطلنا مفيد فوزى ملك عقلية، ونفسية أن يحلل هؤلاء، بل يساعدهم على تجاوز أزمتهم .. انتقدوه أنه وجه ليس تليفزيونيا، فكان المحاور الأول.. يقابله النجوم، والرؤساء، والفنانون، ويسعدون بالتحاور معه، بل يقدمون أفضل ما عندهم، وما لديهم من إبداعات من خلال حواراته المبدعة والخلاقة فى كتاباته.. وقد وصل بمجلته «صباح الخير» إلى قمة المجلات، وقد جمع الشباب والشيوخ معا على مائدة الفكر عندما هرب الناس والجمهور من الكتابات الطويلة.

أعيدوا لنا هذا الإنتاج المميز، وإعلام مفيد فوزى، وبرامجه كاملة؛ ستجدونها طازجة، وصالحة للنشر، والإذاعة (حديث المدينة)، و(عصر من الفن)، وحتى (نجمك المفضل).. إلى آخر ما أبدعه مع أدبائنا، وفنانينا، وزعمائنا، وسياسيينا، كما ستجدون أنه ليس هناك إنسان مميز قدم شيئا لبلاده لم يحاوره مفيد، وقدمه للناس، وهذا قمة العطاء.. رحم الله مفيد فوزى صحفيا، وإعلاميا مميزا جدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى