حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

فى حضرة الأستاذ محمد عبدالجواد

فى زيارة ستعيش فى عقولنا، ووجداننا طويلا قمنا بزيارة أستاذنا، وأستاذ الأجيال الصحفية المتعاقبة الأستاذ محمد عبدالجواد، فقد انضممت إلى الأساتذة كرم جبر، وعبدالله حسن، وإبراهيم عابدين، وعلى حسن فى زيارة أحد المؤسسين لصروح إعلامية مصرية كثيرة، وآخرها وكالة أنباء الشرق الأوسط، الأستاذ محمد عبدالجواد الذى ترأسها فى سنوات عصره الذهبى. فى الحوار معه ستجد متعة عقلية، ومهنية لا نظير لها على الإطلاق، وقد أطعمنا الأستاذ عبدالجواد أكلة صعيدية مميزة أعادت إلى أذهاننا ما تملكه الأسرة المصرية من أكلات، وتراث فى الطعام، وقد حرصنا على أن يطعمنا فكريا لكى نتزود من الكنز الحى الذى يعرف الكثير، فليس بيننا اليوم من عاش قصة فاروق ملكا، والرؤساء المتعاقبين من بعده، مثل الأستاذ القدير محمد عبدالجواد، الذى ولد فى ١٩٢٤ بمحافظة سوهاج، ودرس فى قسم اللغة الإنجليزية، وانتقل إلى الإذاعة، والتليفزيون، والصحف مترجما، ومراسلا ملء السمع، والبصر، ويدخل العام المقبل عامه المائة، أطال الله عمره، ومنحه الصحة، وقوة الذاكرة، فهو يتذكر تفصيلات السياسة المصرية، وأرقامها بدقة تتفوق على الشباب، بل الكمبيوتر، ولكن مصحوبة بالرؤية، والتفكير المدقق. مازال جيلنا يتذكر سنوات الأستاذ محمد عبدالجواد الذهبية كمستشار صحفى مع الرئيس أنور السادات، حيث كان السادات يراه أفضل من يحلل، ويلخص الأحداث بسرعة فائقة، وعندما تولى مبارك فى السنوات الأولى لحكمه ظل الأستاذ محمد عبدالجواد يؤدى هذه المهمة الجليلة لسنوات، وكانت لفتة جميلة من المجلس الأعلى للإعلام، برئاسة كرم جبر، أن كرمه فى الاجتماع الأخير لوزراء الإعلام العرب، وبالرغم مما حدث من تكريمات، وتقديرات له طوال مشواره الصحفى، والمهنى، فإن التقدير الأخير لمس لديه وترا حساسا ترجمه فى برواز وضعه أمامنا عند زيارتنا له، حيث شعرنا بسعادة من أستاذنا محمد عبدالجواد، ونتطلع إلى أن يعرف أن وجوده بيننا بحيويته، وفكره المتجدد هو منحة من الله للمهنة الصحفية التى تحتاج إلى فكر، وعقل الأساتذة، خاصة الكبارأمثاله، فهو عقل الصحف، ووكالات الأنباء، ومركز معلومات خصب، وحى، ومتدفق لتاريخ الجمهورية المصرية المتعاقب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى