حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

الدكتور يحيى الرخاوى

رحل الدكتور يحيى الرخاوى (١٩٣٢-٢٠٢٢) أحد الأساطير التى كتبت (بصدق)، وسطروا بأعمالهم تاريخ مصر الحديث، الأمر الذى يجعله فى الصفوف الأولى بسجلات الخالدين.

الدكتور الرخاوى متعدد الإمكانات، وموهوب، وطبيب عظيم (بدرجة إنسان)، وأستاذ جامعى نابه، ومبدع.. له تلاميذه، وأسس مدرسة مصرية فى الطب النفسى، إذا سار عليها تلاميذه فسوف تتصدر المنافسة عالميا.. تراثها أكثر من ٣٤ دراسة جامعية علمية معمقة.

كان الدكتور الرخاوى صاحب رؤية فى التحليل النفسى جعلته أمهر الأطباء النفسيين فى عالمنا العربى، ومن إبداعه أنه كان يكتب وحول الطب إلى قصص، وأشعار، وأدب يعيش، وترك ٤٠ كتابا يمكنك أن تقرأ فيها للرجل الذى كان يكتب ما يحس، ويقول إنه يتعلم من مرضاه، ونحن مدينون له بعلمه، ومهاراته الطبية، وملكاته الأدبية، فقد كان، رحمه الله، قمة فى التواضع، والذوق الإنسانى، طبيبا أحبه مرضاه، وعالجهم، وتابع مسارهم، كما كان أستاذا جامعيا أحبه، وقدره تلاميذه، وكان كاتبا مبدعا ينبهر به قارئه، وصحفيا يُصدر مجلة منذ عام ١٩٨٠ تحوى كل ما هو جديد فى عالم الإنسان، والتطور، وعندما انضم إلى حرافيش كاتبنا العظيم نجيب محفوظ، وقدم تقاسيم على أصداء السيرة، وحلل محفوظ نفسيا- كان يقرأ مصر فيه، لأن محفوظ هو كاتب مصر، ومعرفته بمعرفة مصر وأهلها، وكان الرخاوى يلاحقه، لأنه أدرك أنه فى حاجة إليه، كما أن محفوظ كان فى حاجة إلى الرخاوى بعد الحادث الخطير الذى أثر على كيانه، كما كان الرخاوى طبيبا ومعالجا حانيا، حتى لا يُشعِر كاتبنا بأنه فى حاجة إلى هذا الدعم النفسى الكبير الذى أعطاه له بلا حدود.. لقد كان الاثنان عظيمين، واجتاز الطبيب مع أديبنا أزمة نفسية عميقة لإحساسه بأنه أعطى لأهله وناسه وتعرض من أحدهم لعدوان قاسٍ على حياته.

الدكتور الرخاوى كنت حريصا على متابعته ، وهو أول مصدر صحفى لى أجريت معه حوارا صحفيا لمجلة «صوت الجامعة»حينما كنت طالبا فى السنة الأولى.. شكرا أيها الأديب الطبيب على ما قدمته لأهلك، وجامعتك، ومهنتك.. فى جنات النعيم- إن شاء الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى