حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

درس للعالم..!

تصورت حركة طالبان أن العالم نسى صورة العام الماضى ( ٢٠٢١ ) وقت انسحاب القوات الأمريكية مهرولة من أفغانستان، والشعب المسكين هناك يحاول أن يتعلق بالأمل فى الحياة وهو ركوب آخر الطائرات الأمريكية المغادرة، حيث تسابق عليها الرجال قبل النساء، فبعد عقدين من الزمن هرب الأمريكيون وتركوا أفغانستان لـ طالبان من جديد، وهرب قبلهم كل طاقم الحكم والمعاونين له.. صورة ستظل فى ذاكرة العالم (من حلفاء أمريكا وأعدائها) لا تُمحى مع الزمن، فهل ليس هناك مسئولية على الأمريكيين بعد هذا الاحتلال الطويل، والفشل الذريع لكى يعودوا بالتنظيم المتطرف للحكم والسيطرة، وهم الذين احتلوا أفغانستان لطرده، بل تركوا وراءهم أسلحة بالمليارات حتى تتمكن طالبان من فرض نفوذها، وسيطرتها على أفغانستان بالسلاح الأمريكى، والانسحاب المُدوى، والمزرى للبشرية كلها.

«طالبان» تعطى درسا جديدا للعالم بعد طرد الأمريكان، وفى أقل من عام على انسحابهم جاء هذا الدرس قبل نهاية عام ٢٠٢٢ (منع النساء من التعليم)، يا لها من جريمة مقيتة، فهذا العقاب، أو الجريمة هو فى حق نساء أفغانستان مباشرة، ولكنها جريمة عالمية بامتياز يجب أن نتذكرها جيدا، وهى ليست موجهة فقط ضد الإسلام كدين كانت فاتحته اقرأ للنساء قبل الرجال، ولكن طالبان تريد أن يظل هذا البلد مفرخة للإرهابيين ثم تعيد تصديرهم لمنطقتنا والعالم، فالنساء هن اللاتى يبنين الأسرة، واستمرارهن فى الحالة التى تريدها طالبان وأشباهها بلا تعليم، لأنها أحست أن أعداد الإرهابيين تتناقص حولها، وفى منطقة الشرق الأوسط تحديدا، فسارعت لإعادة تربة وبيئة الإرهاب، وجعلها صالحة ومتجددة.

ينبغى عدم الاكتفاء بالشجب والإدانة فقط، فهذا لا يفيد، بل يجب شرح أبعاد التطرف فى حق النساء، ومواجهة من ارتكبوا هذه الجريمة فى المجتمعات المتطرفة، بل يجب أن يكون هناك رد حاسم، ومساعدة الأفغان بكل الأساليب على فتح أوسع الأبواب لكى يتعلموا، وننقذهم مما يخطط له الإرهابيون، ولكن الدرس الذى يجب أن نتعلمه جيدا مما فعلته حركة طالبان أن تعليم الأطفال، خاصة الإناث، هو السلاح الحاسم لاجتثاث جذور الإرهاب والمتطرفين من عالمنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى