السادات و«باربرا» المدهشة..!

رحلت الصحفية التليفزيونية المدهشة باربرا والترز ( 93 عاما) بعد أن صنعت مجد التليفزيونات الأمريكية، وقابلت كل مشاهير عصرها، وأصبحت أشهر من الجميع، وكسرت الأرقام القياسية فى الاهتمام، والمتابعة، وثقة كل زعماء العالم، وأصحاب القرار فيه. أسطورة حقيقية، ورائدة فى عالم الصحافة، والمرأة فى عصرنا الحالى. قابلت كل الرؤساء الأمريكيين، وزوجاتهم، وكل زعماء العالم.. من كاسترو إلى صدام حسين، والقذافى.
فى عالمنا العربى كان لها مع الجميع قصة مثيرة، لكن أبرز قصصها، وأهم أدوارها المميزة، والخالدة كان مع الرئيس أنور السادات، بطل الحرب والسلام، فقد كانت رحلته إلى القدس فى نوفمبر 1977 بعد انتصاره فى الحرب على إسرائيل فى 1973، وكانت الإعلامية الأمريكية الرائعة باربرا معه فى هذه الرحلة، وقد واكبت هذا الحدث العالمى فى كل تطوراته التاريخية بمتابعة مهنية، واحترافية فائقة، حيث أوصلت صوت السادات إلى الشارع الأمريكى والغربى مباشرة، وجمعت بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين فى حوار صنع السلام.
حملت باربرا رؤية السادات إلى الشارع الأمريكى والغربى.. إنه يريد السلام شريطة أن تعيد إسرائيل الأراضى التى احتلتها بعد 1967 ، و تأسيس الدولة الفلسطينية الشرعية.
باربرا عاشت مهنة الصحافة والتليفزيون بصدق وحب، فصنعت أسطورة خالدة.. قدمت المشاهير، وقدمت كل الناس الأكثر روعة.. من سياسيين، وفنانين، وموسيقيين، ورياضيين، بل رجل الشارع المؤثر، والمتأثر.
لم تخش الكاميرا، ولم تخش كذلك ضيوفها مهما تكن شهرتهم، أو نجوميتهم، أو تأثيرهم، وسألتهم بلا تردد عما يجول فى ذهن الشارع، فسألت بوتين: هل أنت قاتل؟.. وقالت لكاسترو: لماذا تكره الغرب؟.. وسألت بوريس يلتسن: لماذا تشرب الخمر؟.. وواجهت صدام، والقذافى، وصاحبت الزعماء فى كل الرحلات التى غيرت التاريخ، فكانت مع نيكسون إلى الصين، وجاكلين كيندى إلى الهند، ومع شاه إيران فى طهران، ومع السادات فى القدس.
باربرا والترز الشخصية التليفزيونية الأمريكية الأكثر شهرة فى العالم كله، والأعلى مهنية فى عالم الأخبار لا أعتقد أنه من الممكن أن ينافسها ، أو حتى يلاحقها أحد الآن فى عالم الصحافة والتليفزيون.