حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بن غفير وحشد العالم مع الفلسطينيين

سوف يتوقف تاريخ المنطقة العربية ليترقب نتائج جلسة مجلس الأمن التى عُقدت مع بداية عام ٢٠٢٣ لمناقشة نتيجة ما فعله الوزير الإسرائيلى الجديد، المثير للجدل (إيتمار بن غفير) يوم الثلاثاء الماضى ، عندما اقتحم الوزير المسئول عن الأمن فى إسرائيل بحكومة نيتانياهو الأكثر تطرفا – باحات المسجد الأقصى، وهى الزيارة التى اعتبرها الفلسطينيون استفزازية، ونقل هذا الموقف المدوى تأثيره إلى المجتمع الدولى ككل، الذى رفضها كاملة، فمازالت قضية الشعب الفلسطينى، ودولته المرتقبة، هى رغبة عالمية قبل أن تكون رغبة الشعوب العربية. أعادت زيارة بن غفير شبح زيارة أرييل شارون عام ٢٠٠٠، وهى الخطوة التى كانت كفيلة بإشعال الانتفاضة الفلسطينية، عندما رفضها جموع الشعب منذ 22 عاما، والآن يتكرر المشهد على يد النموذج المعدل بن غفير، وتاريخه الماثل أمام العالم. أعتبر جلسة مجلس الأمن ذكاء من الدول الكبرى (أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا) لترويض حكومة نيتانياهو، فقد رفض ممثلو تلك الدول أمام العالم كله من داخل مجلس الأمن هذا الاعتداء الإسرائيلى على المسجد الأقصى، ومن خلف ذلك مزاعم أكثر من ١٢٠ جماعة إسرائيلية متطرفة تشارك فى مخطط التدمير المنظم للمسجد الأقصى، أو طرح أسطورة الهيكل الثالث، الأمر الذى وصل إلى إعداد تصميم لإقامته على أنقاض المسجد الأقصى، بل يوزعون ملصقات الهيكل على نطاق واسع. وكانت زيارة بن غفير فرصة ليسمع العالم كله، على لسان أعضاء مجلس الأمن، الحق الفلسطينى، ورفض مزاعم إسرائيل، ولعلى أقف أمام كلمات مندوب غانا الذى قال إن مجلس الأمن هو من أنشأ إسرائيل بقرار منه وعليه أن يصدر قرارا آخر للدولة الفلسطينية، وممثل الإكوادور الذى قال: أدخل مجلس الأمن للمرة الثانية بعد الخمسينيات من القرن الماضى ومازالت قضية فلسطين تبدأ دائما فى الأمم المتحدة. ما حدث فى مجلس الأمن هو بداية انحسار الاحتلال، وبزوغ حق الفلسطينيين لو أحسن العرب والفلسطينيون (خاصة الوحدة) وأد الصراع السياسى القاسى، وصولا للدولة الفلسطينية التى يترقبها العالم كله قبل الفلسطينيين والعرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى