حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

أسامة زايد.. وحضارة المصريين!

صحافتنا تَنزِعُ إلى العمق، والفلسفة ومضامينها، ولمَ لا؟..وكل ثلاثاء تأخذنى مقالة الدكتور مراد وهبة بـ «الأهرام» بعيدا حول أصول الأشياء، وأعماقها، والرؤية التى تحكمها بتأنٍ للوصول إلى معانى هذه الأشياء، وجذورها.. وكيف بدأ المسار؟.. وكيف انتهى؟.. وما مكوناتها الراهنة ومستقبلها؟.. وكل ذلك يحيى العقل، والتفكير العلمى.

لقد وقفت حول مدن المعرفة، وعالمها عندما تناول الدكتور مراد وهبة كتاب «تاريخ المعرفة» للمفكر الأمريكى تشارلز فان دورين، حيث قال دورين فى الفصل الأول منه إن مصر الإمبراطورية تأتى فى الصدارة عند الحديث عن الإمبراطوريات القديمة، الأمر الذى جعلنى أربط ذلك بالرسالة التى قدمها زميلنا فى جريدة الجمهورية الدكتور أسامة زايد التى حصل فيها على الدكتوراه فى الفلسفة (الأخرويات.. بين الحضارة المصرية القديمة والفكر الإسلامى).

أظهر زايد بكل عمق أوجه الاتفاق والاختلاف بين أولى الحضارات الإنسانية المصرية، وآخر الرسالات السماوية (الإسلام)، وفلسفة الحياة والموت معا فيهما، وخرج علينا برسالة متكاملة رصدت القيم، والمعتقدات التى حكمت المصريين القدماء لكى نستفيد، ونعرف رؤاهم حول العالم الآخر، ومراحل تطورها، ومقارنتها بالأديان عامة.

لقد حكت رسالة الدكتوراه القيِّمة القيم، والمبادئ الأخلاقية، والنضوج الفذ لدى المصرى القديم، والتى تناولتها الكتب، والآداب، والحكم، والأمثال، وعندما نترصدها بالكثير من الفهم، ونتوقف عند التطابق بينها، ومقارنتها بالضمير عندهم، والأخلاق، والسلوك الإنسانى الذى وصل إلينا عبر الأديان- سنجد أن أغلبية معتقدات المصريين القدماء لم تخرج عما نادت به الرسالات السماوية على أيدى الرسل، والأنبياء.

كما تناول زايد فى رسالة الدكتوراه أن المصرى القديم لولا اعتقاده وإيمانه بالأديان، وبالله الواحد، واتباع السلوك القويم، وحالة الصراع بين الخير والشر فى الحياة الدنيا، والتى تحكى لنا تاريخ الحضارة المصرية القديمة- ما وصل إلينا شىء من آثاره، لأن فلسفة الموت وأنواعه، والحياة الأخروية القادمة جعلته يُشيِّد الحضارات، ويحافظ عليها، ويحكمها بالمبادئ، والقيم الرفيعة.

مبروك أسامة زايد رسالتك للدكتوراه، فقد أعطتنا الثقة فى مستقبل مهنتنا (الصحافة) بأن أبناءها يَنزِعون إلى العلم، والتخصص الدقيق، والفكر الفلسفى، والعمق فى تناول قضاياهم، وهم بذلك يحملون بشارة للمستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى