القمح.. ومستقبلنا الزراعى (2)

إن الزمن المعاصر الذى نعيشه رغم مشقته فإنه يحمل ضمانات (لأبنائنا، وأحفادنا، ومستقبلنا) أن المصريين استيقظوا من غفوتهم، واتجهوا إلى العمل، والإنتاج، وأن الدولة لا تألو جهدا فى توفير كل متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين، والعمل على قدم وساق فى كل المجالات، إن زراعيا، أو صناعيا، أو بنائيا فى جميع المحافظات.
لا نريد للأزمات، والحروب أن تستمر، لكن يجب، فى الوقت ذاته، ألا نعود إلى سيرتنا السابقة، وأن نعتمد على إنتاجنا، وحماية فلاحينا بدعمهم، وإعطائهم أسعارا مجزية، وتدريبهم على العمل، والإنتاج، والعيش الكريم بالبحث العلمى، ووزارة زراعة عصرية تحقق ذلك، وهيئة سلع تموينية توفر السلع من خلال تشجيع الإنتاج المحلى، وإعطائه الثقة، وعدم هدر فرص العمالة المصرية لمصلحة الأجنبية.
قراءتى للسياسات الراهنة، عبر تشجيع المزارعين، وبناء الصوامع، وتوسيع سعتها التخزينية، ستقلل فاتورة الاستيراد بواقع 1.4 مليار دولار، وتُدخِل مليار جنيه إلى جيوب الفلاحين المصريين، كما أن إحياء مشروعىّ توشكى، والدلتا الجديدة العملاقة ـ هما مستقبل مصر الأخضر.
إن التوسع الأفقى للأرض ليلبى احتياجات أكثر من ١٠٠ مليون مصرى- أصبح حقيقة، وواضحا على الأرض، فلا تنسوا ذلك، ولا تتراخوا بعد الأزمات حتى لو انتهت الحرب الروسية- الأوكرانية، وعاد سعر القمح إلى سابق عهده المنخفض.
يجب ألا نشترى خبزنا، أو نتسوله عبر العالم، أو نشترى قمحا من أوروبا، أو غيرها- فنحن لدينا الأراضى، وفلاحونا، وحتى لو كان سعر إنتاجهم أغلى من المستورد يجب أن ندعمهم؛ من أجل أن يعود الجنيه المصرى قويا فى أرضه، وبين أهله وناسه.
لذا، يجب الابتعاد عن الاستيراد، وألا نجعل الدعم الواسع للرغيف أداة استهلاك مفرط، كما يجب عدم إهدار سلعة ذات قيمة عالية لغذاء الناس، الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه باستمرار.
أعتقد أن الفرصة التى أوجدتها الحرب الروسية- الأوكرانية سنحت لنا، حيث فرضت التغيير للأفضل، وعاد الوعى لأجهزة الدولة، وأصبحت تعرف أن تقوية الفلاح المصرى، عبر مشروع «حياة كريمة»، ستمتد لكى ينتج غذاءنا كله، واحتياجاتنا، ونستغنى عن المستورد.