الشراكة مع «النمور» .. الهند نموذجا..!

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند ليست زيارة للتاريخ، ولكن للمستقبل، محورها الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع «النمور الآسيوية» التى تقود الاقتصاد العالمى الآن، وأصبحت مضرب الأمثال. إن الهند من الاقتصادات المتقدمة فى مجالات عدة، لعل أهمها البرمجيات (الأولى عالميا)، والزراعة، والبيولوجيا الحيوية، وصناعة الأدوية، والتطعيمات، والسياحة العلاجية (أكبر مستقبل للسياحة العلاجية فى دول الجنوب)، وهى مجالات مهمة للتعاون المشترك. كما أن لمصر تاريخا طويلا من التعاون مع الهند (مقاومة المحتل، وحركة عدم الانحياز)، والهند ليست لها أجندات خاصة، والمجالات المتفوقة فيها تجعلها من الاقتصادات المنافسة لأمريكا، وأوروبا، والهند عضو فاعل فى مجموعة «البريكست» التى تضم «البرازيل، وروسيا، والصين، وجنوب إفريقيا» إلى جانب الهند، كما أنها قريبة جغرافيًا من منطقتنا، بجانب أنها «رئيس مجموعة العشرين» هذا العام، ونحن معها سنكون فى طريق صحيح للتعاون الاقتصادى، والتبادل التجارى الذى من المتوقع أن يتضاعف، وهى مشاركة فى الاستثمارات الجديدة بقناة السويس، وطاقة الهيدروجين الأخضر. أعتقد أن رغبة الهند فى الشراكة مع مصر، باعتبارها محورا رئيسيا للاستقرار والنمو فى إفريقيا، والشرق الأوسط، لاقت احتراما وتجاوبا مصريا على صعيد التقدم، وصناعة القوة الاقتصادية، والسياسية، وقد كانت علامته البارزة تلك الرحلة المهمة، والإستراتيجية لرئيس مصر إلى الهند فى (٢٤، و٢٥، و٢٦ يناير ٢٠٢٣ )، حيث ستكون لهذه الرحلة تأثيراتها المستقبلية التى تحمل ملامح العالم الجديد المتعدد القوى. إن رسالة الزيارة التاريخية لرئيس مصر للهند لم تكن لمصر فقط، وإنما للعالم كله، حيث أنجزت مصر نهضة تنموية غير مسبوقة، وتستحق الشراكة معها، لأنها جزء من النجاح الاقتصادى، ورئيسها (عبدالفتاح السيسى) حافظ على بلاده نموذجا لقوة القيادة فى أصعب أوقات التاريخ دقة، وحساسية فى المنطقة العربية خلال أحداث ما عُرف بـ«الربيع العربى»، كما أن زيارة الرئيس السيسى لنيودلهى، واحتفال الشعب الهندى به فى عيد جمهوريتهم – لم تكن الأولى، بل هى الثالثة (سبقتها زيارتان فى ٢٠١٥ و ٢٠١٦ )، كما أنها تتويج لعلاقات إستراتيجية متجددة، وربط لماضٍ عريق يجمع البلدين.