حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

صلاح جاهين صاحب كل العناوين!

صلاح جاهين اسم يحمل كل العناوين الأجمل فى حياة المصريين، بل كل أهل العربية.

فى حياتنا لنا نحن المصريين أن نعتز، ونفخر بأن بلدنا أنجبه، وأنه عاش بيننا، ومنا، وفينا. صلاح جاهين تمر الأيام والسنوات على رحيله فيزداد بريقا، وتعبيرا عن شخصية مصر كلها، بل حضورا يؤكد عظمة مصر الماضى، والحاضر، والمستقبل، فهو الفنان الحقيقى، والمتكامل، والشامل، بل إن اسمه هو معنى الإبداع منذ أن ظهر فى حياتنا حتى الآن، ولذلك فإن جاهين (١٩٣٠-١٩٨٦ ) لم يمر من هنا فقط، بل سجل اسمه فوق جبين الوطن، وفى قلوب أهله. عندما دخلت معرض القاهرة للكتاب ( ٢٠٢٣) ورأيت شعاره: على اسم مصر.. معا نقرأ.. نفكر.. نبدع، فإن هذه الكلمات البسيطة الخالدة وضعتنى مباشرة فى حبه، وتقديره، وما فيه من كتب، وإبداعات، ولكل من اختار اسم صلاح جاهين ليكون شخصية العام، أو رجل المعرض الراحل الباقى فى الوجدان.

أعتقد أنه إذا كان المصريون يفتخرون بابنهم جاهين، فإن الأهراميين يجب أن يعيدوا رسوماته إلى الواجهة، لأنها أحد الإبداعات الخالدة التى صنعت قيمة، ومكانة الأهرام قديما حتى الآن، فلم يُر فى عالم العربية، بل حتى عالميا، رسام ومفكر فى كاريكاتير مثل جاهين، ليس فى تعليقاته فقط، بل فى خطوطه، ورسومه العبقرية التى تلمع ببساطة، وعمق. لم يكتب جاهين كل ليلة كبيرة فى حياتنا فقط، بل استقبلنا، واستقبل أولادنا بـالأحضان، ووضعنا جميعا فى الصورة، واختصر فى شخصيته هويتنا لنقول نحن من بلد المبدع صلاح جاهين.

علمنا جاهين الفلسفة ونحن نضحك معه فى الرباعيات، وجعلنا نتأمل فى الحياة ونحن نعيشها، كما علمنا البساطة العميقة التى تُدَّوِى فى الوجدان، وضحكنا معه، وتعلمنا وهو يقدم فنا يجمعنا، ويسعدنا. لقد فتح معرض القاهرة للكتاب هذا العام صفحة، بل حقبة مهمة فى تاريخ مصر، وفنها المبدع، والخلّاق، ووضعنا أمام حقيقة يجب أن نُعيد إمساكها لنسير بها، وتنير لنا حقبة راهنة صعبة، ودقيقة نحن أحوج فيها إلى مصباح، وفكر صلاح جاهين المنير، والجميل، والمستنير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى