حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

بعد الهند.. أذربيجان وأرمينيا (1)

كثيرون استخدموا مصطلح الاستدارة شرقا لتحليل رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند، وأذربيجان، ثم أرمينيا، وقد لا أتفق كثيرا مع هذه الرؤية، فمصر (السيسى) لا تلعب على هذه الثنائيات، بل تَحْسِبُ سياساتها فى هذا العالم بدقة بالغة، وعقلانية إستراتيجية، وحكمة العصر، وتهمها علاقات قوية بين كل دول العالم، فهى لا تستغنى بعلاقات الغرب عن علاقات الشرق.

وعلى الرغم من اهتمام مصر البالغ بجيرانها العرب، والأفارقة، فهم فى مقدمة أولوياتها، وشركائها فى الإقليم، وفى القارة، وتضع مشكلاتهم، وظروفهم محل الاعتبارات، والحسابات الدقيقة، لأنها تريد الاستقرار الإقليمى فعلا، ولا تلعب على الأوتار، أو التناقضات- لكنها فى عالم يتسم بالمنافسة الحادة، والاستقطاب، وهى تحتاج إلى تقصير المسافات بينها وبين جيرانها.. وبين العالم ككل، وتلك سياسة جديدة بالغة الحكمة، والدقة سيكون لها فى المستقبل مفعول السحر للتطور العالمى.

إن الدبلوماسية المصرية الرئاسية فى رحلتها القصيرة إلى الهند، وأذربيجان، ثم أرمينيا قصّرت المسافات، فنحن فى عالم لا تُقاس فيه المسافات بالكيلو وات، لأن التكنولوجيا والتطور ربطا بين العالم بمقاييس جديدة، والزيارة تنظر إلى كل دول الشرق الآسيوى بمقاييس العصر، والحكمة، والسرعة التى أوجدها التغير الجغرافى فى عالم اليوم، كما تعتمد على المصلحة المصرية كبوصلة دقيقة لا تُخطئ.

أعتقد أن رحلة الرئيس عبدالفتاح السيسى قد حققت العهد الذهبى لإستراتيجية الاستدارة شرقا (كما كانت فى سنوات الستينيات من تاريخنا) فى وقتنا الحالى الحساس عالميا، حيث باتت الكتلة الغربية تعانى، بل مقبلة على تطورات غير محسوبة نتيجة الحرب الساخنة الدائرة، أو على وشك حرب كبرى، إن لم تكن عالمية، سواء بالسلاح، أو الاقتصاد،

فحرب روسيا وأوكرانيا أول حرب اقتصادية شاملة بين أقطاب العالم (القوى الدولية الكبرى، ممثلة فى أمريكا، وروسيا، والصين)، حيث أثرت على إمدادات الطاقة، والغذاء فى جميع دول العالم.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى