حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

«طوبار» فى بورسعيد..!

مصر أُم التراث الإسلامى، والمصريون نجوم الإنشاد، وقراء القرآن الكريم الكبار، وعلى مر العصور وضعوا الأساس لذلك، وسار معهم، وحولهم، المبدعون فى كل العالم العربى، وخلقوا ذائقة، كما جددوا عذوبة، وجمال فنوننا الروحية الحية دوما فى عقولنا، ونفوسنا، والتى واكبت إيماننا، وعززت الصوفية، وروحها المتجذرة فى نفوس المصريين، والعرب المسلمين، خاصة فى الوجدان الروحى، والإنسانى، فنحن أهل الموالدية، كما أهل الذكر، وأصحاب الحصيرة الأولى المعنيون بالإنشاد النبوى، والثانية أهل الحصير، وهو ما يتم فرشه على الأرض التى يقف عليها المنشدون.

لقد سعدت كابن لمحافظة الدقهلية باحتفال أهل بورسعيد فى مسابقتهم العالمية بالشيخ نصر الدين طوبار (ابن المنزلة ١٩٢٠- 1986)، وصاحب الأسرة العريقة التى كان أبناؤها أبطالا فى معركة المنصورة الخالدة، والصوت العذب الذى لا يضاهيه أحد، فهو الشيخ، أو المنشد، أو المبتهل الذى اختاره الرئيس الراحل أنور السادات، رحمه الله، مشرفا، وقائدا لفرقة الإنشاد الدينى التابعة لأكاديمية الفنون فى عام ١٩٨٠، وسجل المصحف المجود للراديو، والتليفزيون، وهو المصحف الثانى الذى يتم تسجيله لهما، ونتذكره وقد أطرب كل العرب، والأجانب بإنشاده، وصوته الرخيم فى قاعة ألبرت هول بلندن.

إن الشيخ طوبار كان سفيرا مصريا فخريا للإنشاد حول العالم، وهو الصوت الذى يضرب على أوتار القلوب، فيا له من صوت رقراق عندما استقبل جنودنا العائدين من نصر أكتوبر ١٩٧٣ بإنشاده سبح بحمدك الصائمون.. وانصر بفضلك يا مهيمن جيشنا، ومازال أهل الخازندارة بشبرا يعيشون معه أجمل ذكرياتهم، ولياليهم الدينية.

تحية إلى محافظة بورسعيد، ومؤسسة مشكاة النور للتنوير على تنظيمهما المسابقة العالمية لشباب المنشدين التى شاركت فيها ٧٦ دولة حول العالم، تلك المسابقة الأكبر، والأهم لحافظين، ومنشدين، والتى تعيد خلق أجيال جديدة لهذا الفن المصرى الخالد، وكان نجمها الشيخ نصر الدين طوبار، وهكذا نعيد لبلدنا مصر بريقه فى خلق، وبناء جيل جديد يخلب القلب، والروح بجمال صوته العذب، والروحى الخالد، لتبقى الفنون التى تتحلق حول الإسلام، والقرآن، والنبى الكريم- صلى الله عليه وسلم خالدة فى وجداننا، وتتجدد مع الأيام، والسنين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى