مقالاتمقالات الأهرام العربى

جميل جورج..!

أسامة سرايا
‏رحلت عن دنيانا شخصية عظيمة لها مكانة رفيعة فى عالم الصحافة، خاصة الصحافة الاقتصادية، طوال الستينيات، والسبعينيات من القرن الماضى حتى الأيام الأخيرة من عمرها.. إنه الأستاذ جميل جورج الذى انضم إلى كوكبة الراحلين، والذى حمل لقب “المحرر الاقتصادى” لمؤسسة الأخبار وأخبار اليوم لأكثر من ٤٠عاما، مع رحلة حافلة فى عالم الصحافة ككل.
‏ أعترف بأننا تعلمنا مهنتنا، وتخصصنا من الأستاذ جميل، من خلال المنافسة، والمتابعة.. تعلمنا منه الكثير وهو يكتب لأخبار اليوم ونحن ننافسه فى “الأهرام”.. عندما تجد اسمه على خبر، أو تحقيق، أو تحليل اقتصادى، لابد أن تقرأ وتتمعن فيما يكتب، لأنه يكتب كل جديد، ومفيد، وحتى لو كان الخبر متداولا هنا وهناك، ومنشورا فى كل الصحف والمجلات، فإن الأستاذ جميل يملك دائما زاوية منفردة بشخصيته، وأسلوبه المميز، وشرحه المتكامل لكل ما يكتب.
‏لقد تعلمنا طوال سنوات التحرير الاقتصادى من المدرسة المهنية التى تنافس “الأهرام” أن نقرأ جميل جورج بشغف مثلما نتابع سعيد سنبل..إنه جيل نادر خلق من الاقتصاد صحافة مميزة، وللمهنة تخصصا قادرا على المنافسة، وجذب القارئ، رغم صعوبة ما يكتب، كما كان أستاذنا إبراهيم نافع، رحمه الله، يقول لنا “عيونكم على سنبل وجورج.. إنهما من النجوم التى أسست للتخصص الاقتصادى فى صحافتنا المعاصرة”، فهما من المتميزين فى صحافتهما، وتعبيرهما فى عالم الاقتصاد الصعب كان سهلا، وممتعا، وجديدا.. يقفز فوق الحدث مقدما المعنى كيف نستفيد منه، وقد تغلبا على صعوبة الصحافة الاقتصادية، وعلمانا كيف نصل بها للناس، ونخلق من الأرقام بريقا، ومعنى يشد القارئ، ويزيد حسه فى متابعة اقتصاد، وتطور، ونمو بلاده، ومعرفة الأسواق كافة.
‏كان الأستاذ جميل فريدا مثلما كان جميلا، ولهذا فإن فقده خسارة مهنية وإنسانية كبيرة.. إننى أشعر بفداحة رحيله، ولكن عزاؤنا أن أستاذنا، وزميلنا جميل جورج قدم واجبه، ورفع شأن مهنته قبل أن يرحل، فقد أدى الأمانة، ووفى بالعهد، وترك سيرة باقية، وقدم عطاء يعيش مع الأجيال الراهنة، ولا ينفد بريقه مع الأجيال القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى