مقالاتمقالات الأهرام اليومى

‏مصر والعرب واليابان

اليابان دولة عظمى سياسيا، واقتصاديا، ومؤثرة فى عالمنا فى مجالات كثيرة.. لا أقول إننا نكتشف ذلك، فعلاقاتنا دبلوماسيا منذ عام ١٩٢٢، ولكن فى الحقيقة نحن نعيد اكتشافها من جديد.

 

لقد ركز الرئيس عبدالفتاح السيسى، على اليابان فى التعليم، فكانت لنا جامعة ومدارس يابانية فى مصر بعد طول انتظار (١٠٠ مدرسة حتى الآن)، حيث كنا نجرى وراء التعليم الأوروبى، والأمريكى فقط، وإذا بنا نكتشف هذا الكنز (التعليم اليابانى) الذى من المؤكد أنه وراء تقدم اليابانيين، فهو تعليم يركز على بناء الشخصية الإنسانية المتميزة على جميع المستويات.

لقد كثفت اليابان خلال الشهر الحالى وجودها فى مصر، والسعودية، والخليج، وفى المنطقة العربية ككل، حيث وصل يوشيماسا هاياشى، وزير خارجيتها، إلى مصر ليترجم زيارة رئيس وزرائه إلى مستوى من الشراكة الاقتصادية، والإستراتيجية، فاليابان دولة ليست عادية، ولكنها تعنى ما تقول، وتنفذه، وتترجمه إلى حقائق على أرض الواقع، وهذا ما يجعلنا نحترم اليابانيين شعبا وحكومة، كما أن اليابان تقدر حقوقنا المائية، ويمتد تأثيرها إلى مجالات عديدة، وجديدة فى مصر (الطاقة، ونقل التكنولوجيا)، ونحن نرى اليابانيين فى المجال الثقافى، والفكرى رأى العين، فهم بنوا لنا دارا للأوبرا بعد حريق الأوبرا فى العتبة، وأصبحت منارة، وكذلك يشاركوننا فى منارة جديدة ثقافية، وعالمية (المتحف المصرى الكبير) الذى سوف يصبح، خلال فترة وجيزة، أيقونة نتحدث عنها مثل السد العالى.

زيارة الوزير اليابانى لمصر، والشرق الأوسط كانت مثمرة للغاية، فقد عقد حوارا مع أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، ووزراء الخارجية العرب، وكانت السمة الأساسية أن قضايا العرب، وفى مقدمتها فلسطين، والقدس، أصبحت يابانية كذلك، كما أصبحنا ندرك القضايا الآسيوية، واليابانية، وأن الشرق الأوسط محور مهم لحركة المرور البحرية، وسوف تقام به مشروعات تحت عنوان «منطقة المحيط الهادى والهندى».

نحن أمام محور إستراتيجى معمق (التنسيق بين العرب واليابانيين)، وقد وصل إلى أعلى مستوى لم يشهده طوال القرن العشرين (الرؤى الإستراتيجية المتفقة، والواضحة، والقوية، والمنسقة، والتى التقت فى أهم عاصمتين جمعتا العرب والخليجيين مع العالم (القاهرة والرياض).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى