مصــر.. أفــق جـــديد

مصر مهيأة الآن لدخول أفق جديد, فطائرتها مجهزة, بقيادة أبرع الطيارين, الذي أثبتت تجاربنا معه أنه يقودنا إلي الطريق الصحيح, فهو لا ينجرف إلي المغامرات, ويضع دائما نصب عينيه أمن مصر وأرواح ومستقبل أبنائها.
فلقد اكتسب الرئيس حسني مبارك خبرته الطويلة منذ عمله في صفوف القوات المسلحة, ومشاركته في إعادة بنائها, ثم الإعداد للحرب وتحقيق النصر, في معركة أكتوبر المجيدة عام1973, وفي قيادة المجتمع المصري عشية انفجار حالات التطرف والانهيار, مع بداية الثمانينيات, ثم ما أعقبها في التسعينيات, وحتي الآن, من عمل وبناء مستمر للبنية الأساسية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والبشرية والاجتماعية, حتي وضعنا الآن علي أعتاب مرحلة جديدة.
واتخذ الرئيس العديد من القرارات والسياسات التي دفعت النظام السياسي المصري ومؤسسات الدولة كلها إلي الأمام, بخطي متوازنة, أسهمت في إنعاش الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وأتاحت الفرصة أمام المواطنين للمشاركة في التنمية والتطلع إلي مستقبل أفضل.
والحقيقة أن إشارة البدء التي انطلقت بقرار الرئيس مبارك تعديل المادة76 من الدستور, ليصبح انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري المباشر بين أكثر من مرشح, هي التي أعطت زخما حقيقيا غير مسبوق للحياة السياسية في مصر, وساعدت علي زيادة فرص الأحزاب في المشاركة في صنع القرار, كما أن تحديث الحزب الوطني وزيادة فعاليته يعد خطوة مهمة تركت آثارها الإيجابية علي أداء الأحزاب الأخري.
ويخطئ البعض عندما يترددون في المشاركة, أو يمارسون السياسة بنظرية المقاطعة, فأصحاب هذه الرؤية الضيقة يبنون حساباتهم علي المخاوف التي تري ضوابط عملية التطور السياسي عائقا لا يمكن تجاوزه.. ونقول لهم: إن السياسة تحتاج إلي النظرة البعيدة التي تري وراء الأفق المحدود أفقا آخر أرحب, فمصر ليست في مشهد سياسي ساكن, بل إنها تعيش مشهدا يتحرك ويتطور بسرعة, فلا تنظروا إلي الوضع الراهن, وتعاملوا مع التطور الحالي علي أنه البداية, وانتظروا إلي ما سيكون عليه الحال في نهاية العام.. فحركة التطور والتغيير كبيرة, وينبغي أن تجعلوا نظرتكم السياسية أكثر عمقا لكي تتمكنوا من إدراك الأفق المفتوح الذي تتحرك مصر نحوه, وتحجزوا لكم مكانا في المشهد السياسي الذي انطلق في عام2005, وإنني علي يقين من أنه إذا حدث ذلك فسوف تزيد مساحة الاتفاق بين الأحزاب والقوي السياسية والفئات الاجتماعية والثقافية, التي ترنو إلي مستقبل ينطوي علي أكبر قدر من المشاركة.
وما يدعم رؤيتنا السياسية هو الأفق الاقتصادي الذي تتحرك فيه مصر الآن في مختلف مجالات التنمية, من الغاز الطبيعي, إلي التطور الصناعي والزراعي, والأهم للمواطنين هو أن كل التقارير تشير إلي أن أسوأ موجة لارتفاع معدلات التضخم, والتي أصابت الأسواق في العام الماضي, قد انتهت, وبدأت في الاتجاه نحو الانخفاض بشدة في الأشهر الأخيرة, وهذا يعني أن ميزان المخاطر فيما يتعلق بالأسعار علي المدي المتوسط, قد أصبح محايدا.
إننا علي أبواب النهوض الاقتصادي الذي تنعكس آثاره علي الجميع, ولن يكون آخرها زيادة الرواتب بنسبة20% لتخفيف الأعباء, أو خفض الضرائب بمعدلات تقترب من النصف, ولكنها ستمتد إلي أكثر من ذلك, ويبقي أن نقول إن هذا التقدم الملموس يحتاج إلي مشاركة مختلف الأحزاب, حتي نتلمس الضوء الذي بدأ يبزغ من حولنا, ونعمل علي تقوية جذوره في أرضنا, لتنبت لأبنائنا مستقبلا أفضل.