مقالات الأهرام اليومى

الدماء الجديدة‏..‏ ورسالة الرئيس

في صورة نادرة‏,‏ وعلي أرض استاد الكلية الحربية‏,‏ وعقب قيام الرئيس حسني مبارك بمصافحة أوائل الخريجين من الكليات العسكرية والمدنية بالجامعات المصرية‏,‏ وتقليدهم الأنواط والأوسمة والنياشين‏,‏ تقديرا لتفوقهم‏,‏ وتشجيعا لهم علي الاستمرار في هذا الدرب‏,‏ فوجيء الحاضرون‏,‏ بالرئيس مبارك‏,‏ يلقي كلمة تاريخية تضيف بعدا جديدا للاحتفال المهيب‏.‏

وكانت لفتة طيبة لها مغزاها أن نستمع إلي الرئيس في هذه المناسبة‏,‏ وهو يحتفل مع أبنائه ببدء حياتهم العملية عقب تخرجهم في المدرسة العسكرية التي تخرج فيها قادة مصر المعاصرة‏,‏ وسجل تاريخها بعث العسكرية المصرية منذ إنشائها عام‏1811‏ وحتي الآن‏,‏ والتي تجددت مع قيام ثورة يوليو عام‏1952,‏ تلك الثورة التي يتزامن الاحتفال بذكراها مع الاحتفال بيوم الخريجين‏,‏ وما يعنيه ذلك من ضخ دماء جديدة في شرايين الوطن‏.‏ وما يعكسه من روح الشباب والمستقبل‏.‏ والأفق الجديد الذي يضعنا فيه الرئيس مبارك في يوم مصر الوطني‏,‏ وذكري مرور‏53‏ عاما علي الثورة العظيمة التي أعادت كتابة تاريخ مصر المعاصر‏,‏ وتاريخ منطقتها بما أعلنته من مبادئ‏,‏ وما خاضته من معارك‏.‏

إنها صورة واضحة تعكس قوة مصر‏,‏ وتكاتف أبنائها المدنيين والعسكريين‏,‏ مع حبهم للرئيس مبارك‏,‏ وتقديرهم لدوره في بناء مصر الحديثة‏,‏ فهو القائد الذي نعتز به لأنه تمسك بالثوابت والمباديء‏,‏ وحافظ علي انفتاحنا علي العالم من حولنا‏,‏ واتخذ قرارات مصيرية في الأزمات التي واجهتها بلادنا ومنطقتنا وكانت كلها قرارات صائبة جنبتنا الانزلاق إلي متاهات يصعب الخروج منها‏.‏

وكانت حكمة مبارك ظاهرة في كل ما تعرضت له منطقتنا من أحداث‏,‏ أثبتت تطورات الوضعين الإقليمي والدولي صحتها وصدق توجهاتها‏,‏ وهكذا ضاعف الرئيس ثقتنا بالمستقبل وبأننا كنا ـ وسوف نظل ـ سائرين علي الطريق الصحيح‏.‏

إن ثقتنا بأنفسنا كبيرة مع الرئيس مبارك‏,‏ ونعي تماما معني ما يقوله من أنه سوف يحافظ علي القسم بأن يحمي مصر‏,‏ ويحافظ علي استقرارها‏,‏ وألا يسمح بوجود أجنبي علي أراضيها‏,‏ أو تدخل خارجي في شئونها‏..‏ وألا ينجرف أو يغامر بأمنها ومقدراتها ومستقبل أبنائها‏.‏

والحقيقة أن رسالة الرئيس مبارك للأمة في يوم الخريجين‏,‏ وفي الاحتفال بالعيد الـ‏53‏ لثورة يوليو‏,‏ قد بعثت فينا اليقين بالمستقبل‏,‏ ليس لأن الرئيس وضع أمامنا توجهات جديدة للسياسة المصرية فيما يتعلق بالمنطقة‏,‏ أو بدور القوات المسلحة والشرطة‏,‏ وثقته بها فقط‏,‏ وإنما‏,‏ لأنه وضعنا أيضا علي أعتاب مرحلة مهمة في مسيرتنا‏,‏ للانطلاق نحو تحقيق الطموحات والآمال التي نسعي إليها‏.‏ فمستقبل مصر القوية لن يتحقق بقواتها المسلحة واستقرارها فحسب‏,‏ وإنما أيضا بحريتها وديمقراطيتها واقتصادها‏,‏ ودورها الإقليمي ورصيدها الدولي‏,‏ وهي بالفعل تتغير وتتطور‏,‏ وتنمو وتنفتح علي العالم‏,‏ بفكر جديد ومتجدد‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى