مبارك: الشعب المصري داعية حوار حقيقي بين حضارات العالم وثقافاته

مبارك: الشعب المصري داعية حوار حقيقي بين حضارات العالم وثقافاته
شيراك: مصر اختارت طريق الإصلاح وتنطلق نحو مستقبل واعد
وصداقة مزدهرة بين شعبينا
باريس ـ من أسـامة سـرايا: | ||
في مشهد ثقافي وحضاري مفعم بالحرارة والحميمية التاريخية, افتتح الرئيسان حسني مبارك والفرنسي جاك شيراك في العاصمة باريس أمس, معرض الآثار المصرية الغارقة في متحف الجران باليه, بحضور كوكبة من الشخصيات المصرية والفرنسية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. أكد الرئيس مبارك, في هذه المناسبة, أن المعرض رسالة صداقة وتقدير جديدة للشعب الفرنسي, تحمل إليه بعضا من تاريخ مصر والبشرية, وأنه يعكس العديد من حضارات وثقافات العالم, التي جعلت من مصر وشعبها دعاة لحوار حقيقي جاد بين حضارات العالم وثقافاته المختلفة, وهو حوار تشتد الحاجة إليه في هذه الأوقات العصيبة, حيث يقوم علي التكافؤ واحترام الآخر, والمصالح المتبادلة, ويتأسس علي القيم المشتركة للإنسانية, ويحقق تطلع شعوب الشرق الأوسط وأوروبا والعالم, إلي السلام والأمن والاستقرار. ورد الرئيس شيراك بكلمة, أعرب فيها عن شعوره بالشرف الكبير بمناسبة افتتاح المعرض مع الرئيس مبارك, وقال: إن هذه الآثار التي انطلقت من الإسكندرية, تروي قصة الحاضر, وتشير إلي المستقبل, وأكد شيراك أن مصر وفرنسا الراسختين في التاريخ, تتحليان بروح التسامح نفسها, والاحترام نفسه للثقافات, وتعملان معا لمصلحة السلم في الشرق الأوسط, والتقارب بين العالم, وأكد أن اللقاءات المنتظمة بينه وبين الرئيس مبارك تبرهن علي علاقتنا الممتازة والمتينة, لأنها ترتكز ليس فقط علي تقارب وجهات النظر بشأن القضايا السياسية والإقليمية, والعلاقات الاقتصادية المشتركة, ولكن أيضا علي بعد ثقافي قوي, وتمني الرئيس شيراك أن يتعزز التعاون المصري ـ الفرنسي, وأن تزدهر الصداقة بين الشعبين اللذين أثري بعضهما بعضا لخير هذا الكوكب. وقال: إن مصر اختارت طريق الإصلاح وتنطلق نحو مستقبل واعد, وصداقة مزدهرة بين شعبينا. وقد أكد الرئيس مبارك أن المعرض ينطوي علي دلالات عديدة, ويقف شاهدا علي تواصل الحضارة الإنسانية عبر الزمن, كما ينهض دليلا علي أن مصر قد ترسخت لديها, عبر حقب طويلة, قيم الانفتاح والتعايش مع الحضارات الأخري, وقال: إن هذه المناسبة هي توثيق للروابط الثقافية والعلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا, وتأكيد لتواصل الحضارات والثقافات والشعوب, ودوره المهم في إرساء قيم التفاهم والتقارب بين أبناء الإنسانية من جميع البشر. وعقب افتتاح المعرض, اصطحب الرئيس الفرنسي والسيدة قرينته الرئيس مبارك والسيدة قرينته إلي قصر الإليزيه, حيث أقيمت مأدبة غداء علي شرف الرئيس مبارك والسيدة سوزان مبارك, أعقبتها مباحثات الرئيسين مبارك وشيراك حول مجمل القضايا الإقليمية والثنائية. وقال الرئيس مبارك في ختام المباحثات: إنه بحث مع شيراك الموقف في المنطقة بشكل عام, وفي لبنان بشكل خاص, ثم قال مازحا: اطلبوا الباقي من الرئيس شيراك. وكان السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية قد صرح بأن مباحثات الرئيسين شملت جميع الموضوعات بالغة الحساسية, حيث يتطلب الأمر مشاورات علي مستوي القمة, وقال: إن علي رأس تلك الموضوعات النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني, والملف اللبناني, والأوضاع في العراق, وصرح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن محادثات الرئيسين مبارك وشيراك أكدت تطابق وجهات النظر حول الأوضاع الفلسطينية والعراقية ولبنان. |