صفوت الشريف فى حوار مع “أسامة سرايا ” : الحزب الوطنى يريد أحزاب مصرية قوية تشاركه وأنتهى عصر الانغلاق على الذات

صفوت الشريف قبل أيام من مؤتمر الحزب الوطني: بدأنا الانطلاقة الثانية وانتهي عصر الانغلاق علي الذات.. المؤتمر لايقر تعديلات دستورية ولن يناقش المادتين 76 و77.. لم نحسم مسألة نظام الانتخابات بالقائمة أو فردي.. نريد الأحزاب المصرية قوية قادرة لأن الديمقراطية الحقيقية أن يكونوا معنا علي الساحة
أجري الحوار: أســـــــــامة ســـــــــــرايا
| ||
أصبح اهتمام الشارع المصري بمؤتمرات الحزب الوطني ظاهرة سياسية جديدة تسترعي الانتباه وتعطي الكثير من المؤشرات المهمة فهي تدل بوضوح علي حدوث تغيير جوهري في نمط وآليات تطور الحياة السياسية المصرية بكل أبعادها وشعور رجل الشارع بان الحزب يعبر عن احتياجاته وطموحاته, وانه في انتظار المزيد منه باستمرار, خاصة منذ إعلانه عن تبنيه لفكر ومنهج جديد في تنفيذ عمليات إصلاح شاملة, يبقي المواطن في النهاية هو المستفيد الاول منها..ومع استعدادات الحزب واجتماعاته المتتابعة مع أعضائه ومع المهتمين بالشأن العام وطرحه لأوراقه السياسية للنقاش والدراسة بهدف معالجة مختلف القضايا السياسية والاستراتيجية المطروحة وبحثه عن سبل لتطوير الخدمات وتوفيرها بشكل مباشر للجماهير ومراجعة متواصلة لما تم تنفيذه مع معالجة نقاط الخلل..لكل هذا كان حرصنا علي محاورة صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والامين العام للحزب الوطني, خاصة بصفته الثانية, وهو السياسي المحنك الذي عرف بقدرته الفريدة علي مواجهة التحديات وترحيبه دوما بالرأي الآخر والذي كشفت السنوات عن مدي كفاءته وبراعته في التعامل مع الجميع. وقد اكد لنا في هذا الحوار الثري ان الرئيس مبارك كان هو من اعلن انتهاء عصر انغلاق الحزب الوطني علي ذاته وكان صاحب الدعوة للحوار مع بقية الاحزاب كما اكد لنا ان قيادة الرئيس للحزب الوطني هي القوي الفاعلة التي يتجمع حولها بقية القيادات الحزبية وان اسلوبه وقيادته وادراته يعود لها الفضل الاساسي في التماسك الوطني.. تستعدون للمؤتمر الرابع للحزب الوطني, هل تسمحون لنا بمعرفة الاختلاف بين المؤتمرات الثلاثة السابقة وهذا المؤتمر الرابع؟ ان المؤتمر السنوي الرابع الذي تتكون عضويته ذاتها من2700 عضو وأن نسبة الأعضاء الذين يحضرون هذا المؤتمر بمواقعهم القيادية يصلون إلي أكثر من50_60%, إذن المؤتمر الرابع هو مؤتمر فيه روح جديدة, وفيه هيكلة جديدة وكوادر جديدة, وتقييم للأداء الحزبي, فهو مؤتمر يحقق انطلاقة ثانية للعمل الحزبي في المرحلة القادمة. يستطيع بها أن يتعامل مع كثير من القضايا; ويقدر الإيجابيات, ويراجع السلبيات ويتعامل معها بأسلوب علمي. الحزب الوطني يتنازع أمران مهمان; أغلبية الناس في الحزب وفي الشارع المصري تولي اهتماما كبيرا للخدمات, وهناك شريحة من المثقفين مهتمة بالتعديلات الدستورية, فكيف توفقون بين رأي الأغلبية ورؤية الأقلية؟ صفوت الشريف: دائما لدي كل حزب, سواء حزب الأغلبية أو أي حزب آخر, رؤيتان; هناك رؤية استراتيجية, وهناك رؤية جماهيرية, والاثنتان غير بعيدتين عن بعضهما, ولكن كيف يكون خطابك واضحا وكيف تستطيع أن تنقل هذا الربط إلي المجتمع, لأنه لو فقد المجتمع بوصلة الرؤية الاستراتيجية وكان مجتمعا محليا قرويا فقط يتصدر للقضايا الآنية ولا أعتقد أن هذا سيكون صحيحا, لذلك فنحن عندما نطرح الإصلاح الخاص بنا, نتحدث عن الإصلاح الدستوري والإصلاح التشريعي, وهذا قد يكون بؤرة اهتمام النخبة واهتمام العاملين بالسياسة ولا أقلل منه وإنما اوضح ان له دوائر كثيرة, فنحن نؤمن أن الإصلاح السياسي سينعكس علي الإصلاح الاقتصادي, وهو في الآخر سينعكس علي الجماهير, وبالتالي, فإنها رؤية إصلاحية سياسية ولكنها مرتبطة ولا تقل أهمية عن الإصلاح في الاقتصاد, لأن الاقتصاد الحر لا يقوم إلا في مجتمع ديمقراطي حر, فالحرية لا تتجزأ والديمقراطية ايضا لا تتجزأ, وبالتالي نحن نتكلم عن قضايا استراتيجية مثل قضية الإصلاح السياسي, ونتكلم عن إصلاحات اقتصادية, ممكن أن تكون بعيدة عن التداول الجماهيري في الشارع, مثل الإصلاح المالي.. وغيره. ولدينا عدة قضايا إصلاحية مطروحة يمكن أن نتكلم عنها. هل يعطي الحزب الأولوية للإصلاح الدستوري أم للخدمات؟ وهناك أيضا التعليم, وهو يهم الجميع, ونحن نهتم به باعتباره قضية بناء وإصلاح أمة لا يمكن ان تواصل ارتقاءها إلا من خلال التعليم, من خلال الجودة وتمويله بشكل يتيح الفرصة للقطاع الخاص بالمشاركة من دون الإخلال بمجانية التعليم, و لنأخذ أيضا تعديل المناهج التعليمية والتي تبدأ بالابتدائي من أجل تخفيف هذا العبء علي الطلاب والأسر والبيوت, اضافة الي الاهتمام بالمعلم و كادر المعلمين. كل هذه أشياء مهمة وتهم الناس. وحين أتكلم عن التشغيل والاستثمار, واود ان اوضح كيف استطاعت حكومة الحزب أن تنجز الكثير من برنامج الرئيس الانتخابي مع اتاحة فرص عمل مع بداية العام. إسمح لنا بمقاطعة صغيرة سيادة الأمين العام: حينما تطرح كل هذه المشاريع دفعة واحدة أمام الناس سوف يبدو وكأن الحزب يطرح قضايا متعددة كثيرة وأنه ليس هناك قضية محددة تركزون عليها حتي تقوموا بحلها علي نحو حاسم؟ توضح الأرقام والمؤشرات التي تتكلم عن التشغيل أن الحكومة خطت خطوة كبيرة في مجال التشغيل في المرحلة الماضية.. هل سيكون هناك تركيز علي هذه النقطة في المؤتمر الرابع للحزب؟ الأمين العام: الحكومة ستقدم كشف حساب كاملا.. وسوف تعلن علي وجه اليقين ماذا قدمت للوطن وبالوثائق. الأرقام الاقتصادية للدولة جيدة جدا, هل يعني هذا أنه ستكون هناك اتجاهات معينة لتحفيزها أو متابعتها من الحزب؟ هل لديكم أفكار جديدة تقدمونها للحكومة؟ هل هذا رد علي ما يقال بأن هناك خلافا بين الحزب والحكومة؟ | ||
الأمين العام: هذا أمر بعيد كل البعد عن الحقيقة, فليس هناك خلاف, وهذه التكهنات وهذه الأقوال بعيدة عن الواقع والحقيقة, فجميع الأوراق الخاصة بالسياسات وما تتولاه أمانة السياسات طبقا لمسئولياتها تعرض علي هيئة المكتب تفصيلا وتناقشها تفصيلا قبل إصدارها, ثم تكون مناقشة مع الحكومة, وتعقد اجتماعات مع كل الوزراء الذين ترتبط بهم هذه الأوراق من تعليم عال أو تعليم ما قبل الجامعة أو اقتصاد أو استثمار أو صحة, وتراعي هذه المشاركات, بل والأكثر تعقد مؤتمرات للإعداد لهذه الأوراق والاستماع إلي رأي الناس حتي لا نكون بعيدين عن آمالهم والعقبات الحقيقية التي تواجههم.كيف كانت درجة استجابة الحكومة للتعاون مع الحزب؟ الأمين العام: مائة في مائة, ولكن ما يقلل النسبة أحيانا هي الإمكانات والموارد, ومن الطبيعي أن تكون رؤية الحزب باعتباره يعبر عن الجماهير اكثر طموحا في تحقيق احلام المواطن. ولكن الحكومة تتعامل مع الواقع, بينما نحن نظل نواجه الأمثل والأفضل وما نحلم به. وتظل دائما هذه المساحة من عدم التطابق, وهي مساحة مسموح بها في كل الدنيا. أنا آمل أن أحقق الرقم القومي غدا, ولكن الحكومة توضح لي ضعف الإمكانات! أنا أرجو أن يكون غدا لكل مواطن فرصة في عمل, ولكن هناك ست سنوات وهناك مصانع تبني و.. و.. إلي آخره, وأطمح في أن أحقق بدل المليون مليونا ونصف في هذا العام, والحكومة تقول لا.. لا نستطيع.. لنكن واقعيين, هذا هو المطلوب. أنت تطمع في أن توفر الصرف الصحي علي مستوي الجمهورية في وقت واحد.. فالفجوة تكمن في الإمكانات, وتظل دائما تطلعات الحزب أعلي لأنها تطلعات الجماهير, وتطلعات الناس, وتبذل الحكومة كل جهد, ولكن أمامها الكثير من التحديات, تحديات الإمكانات وتحقيق التوازن, فهل تعطي الدعم للبترول أم للصحة أم للتعليم؟ وتظل هكذا كرب الأسرة الحائر في توزيع موارده, بين المأكل والمشرب والثقافة والترويح والمصيف.. إلي آخره. فالحكومة تبادر ولا تتأخر, وحين جاءتها الأموال خصصت منها فورا للسكة الحديد, ولتنمية الصعيد. حين تطرح صفقة عمر افندي تقول نعم وسأصلح كفر الدوار مثلا. فالحكومة راغبة وطموحة وهي حكومة لكل المصريين قبل أن تكون حكومة للحزب, وما يغل يدها هو الموارد.من يحدد أولويات الصرف, الحزب أم الحكومة, أم الكوارث التي يمكن أن تحدث في البلد؟ الأمين العام: الثلاثة مجتمعين; فالحزب والحكومة يتطابقون في رؤاهم لأنهم جلسوا معا وناقشوا الأولويات, أنا أقول لها أولويات الجماهير مطالبهم, وتريد هذا وذاك. أقول إن أكثر الاحتياجات في محافظات كذا وكذا وكذا, وأقول يا سيادة رئيس الوزراء: إجلس مع الهيئة البرلمانية بالمحافظات حتي تستشعر وعن قرب مطالب الجماهير التي تحدد الأولويات, فأنا والحكومة وجهان لعملة واحدة حتي نحدد هذه الأولويات, لأنه علي ضوء أولوياتي توجه الموارد, فلا يمكن ان تستقي من الهواء رغبة الناس. وبشأن الكوارث, هي ايضا عامل مهم في تحديد اولويات صرف الحكومة نعم, وعندما نواجه كارثة في قطاع يجب ان نتوقف ونقول كيف نتعامل مع هذه الكارثة ونوقف تكرارها, و كيف أضع مثلا قطاع السكة الحديد علي الأولوية لأن أرواح الناس ليست هباء. هناك اتهام موجه لمؤتمر الحزب الوطني بأنه سيقر التعديلات الدستورية من دون مشاركة المجتمع ككل؟ الأمر الآخر, نحن لا نعطي أنفسنا حق الوصاية علي المجتمع ولا علي حواره, ففي التعددية الحزبية وفي الديمقراطية التي يؤمن بها الحزب الوطني, ويتحمل مسئوليتها كحزب أغلبية عليه أن يكون صادقا في تعبيره, لأنه قد يكون ما يطرح يتعارض مع مصالحك الحزبية, لكنك لا تنظر حينما تناقش قضايا وطن إلي مصلحة حزبية. أنظر إلي المستقبل, أنظر إلي مصلحة هذا الوطن, ولذلك ما يطرح في المؤتمر هو فتح كل الأبواب لحوار مجتمع واسع, والحزب الوطني من جانبه حريص كل الحرص علي أن يستمع لكل رأي في هذا المجال, لأن هذا التفاعل بمجمله يتبلور أمام الرئيس فيما يطلبه من تعديلات دستورية في المستقبل. هناك تصريحات لبعض المسئولين في الحزب يقولون فيها أن التعديلات ستشمل مواد محددة, ولن تشمل المواد مثلا76 ولا77 من الدستور, أفلا تري سيادة الأمين العام أن هذه مصادرة علي الرأي العام؟ بصفتك الأمين عام للحزب الوطني كانت هناك مبادرات خاصة بالحوار مع الأحزاب, لماذا لم تكملها؟ هل ضغط الحزب عليكم أن توقف المبادرة؟ الأمين العام: المبادرة كانت من رئيس الجمهورية, فالرئيس مبارك باعتباره رئيس الجمهورية دعا كل الأحزاب المصرية, ومن الطبيعي أن يكون في مقدمتها حزب الأغلبية الذي تولي هذه المسئولية بتكليف من الرئيس ووجه الدعوة للأحزاب, وكان الحزب واضحا, وأنا كأمين عام قلت أنا أجلس علي هذه المائدة المستديرة كأي حزب من الأحزاب الموجودة, ونجح الحوار في عدة نقاط وقضايا مهمة تم تضمينها في تعديلات مشروعات قوانين ممارسة الحقوق السياسية, وفي قانون الأحزاب, وفي قانوني مجلسي الشعب والشوري, وما كان له صدي واسع, وما كان له صدي أوسع تعديل الكثير من اختصاصات لجنة الأحزاب, وأيضا طالب البعض الرئيس في وثيقة تاريخية موقعين عليها يقولون فيها نثق بأن الرئيس مبارك بحكمته سوف يخطو خطوات نحو تعديل عدد من مواد الدستور تحقق لمصر خطوات أوسع علي طريق الديمقراطية, ونثق في أن الرئيس سوف يتخذ ما يراه في هذا مناسبا. وكانت إجابة الرئيس بعدها بأسابيع هي التجاوب وطرح تعديل المادة76, وانتهي دور الحوار الوطني عند هذا الحد, وهذا كان دوره, ما الذي ندرسه: هل تعديل الدستور مستبعدا؟ انتهينا في الحوار إلي أنه ليس مستبعدا. هل سيتم تعديل الدستور بالكامل؟ انتهينا من الحوار إلي أنه بعض مواده. هل هناك قوانين تحتاج إلي تعديل, نعم, وكل واحد أبدي من خلال ورقة عمل كل الآراء حول التعديلات التشريعية المطلوبة, وانتهينا منها, لم يعد لدينا شيء آخر. هل تتوقع أن يتواصل هذا الحوار في المرحلة القادمة في ضوء التعديلات الدستورية؟ |