الرئيس يبدأ زيارته إلي برلين بمحادثات جيدة وبناءة مع نظيره الألماني قمة مبارك ـ ميركل اليوم تبحث القضايا الساخنة

الرئيس يبدأ زيارته إلي برلين بمحادثات جيدة وبناءة مع نظيره الألماني قمة مبارك ـ ميركل اليوم تبحث القضايا الساخنة في فلسطين والعراق ودارفور وإيران عواد عقب لقاء مبارك ـ كوهلر: مبارك يؤكد ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار الاساءة للاسلام إمكان التوصل لخطة تعاون بين مصر وأوروبا أكبر من اتفاق المشاركة الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلي تسوية مقبولة مع ايران إشادة المانية بالتجربة المصرية في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
برلين ـ من أســــامة ســــرايا | ||
أجري الرئيس حسني مبارك فور وصوله إلي المانيا أمس مباحثات سياسية مهمة مع الرئيس الألماني هورست كوهلر, بقصر الرئاسة الألمانية البوليفو. ووصف الرئيس الألماني المباحثات بأنها كانت جيدة وبناءة, وقال: إنها ركزت علي العلاقات الثنائية, وآخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط. وصرح السفير سليمان عواد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية, بأن لقاء القمة استغرق نحو الساعة, وتطرق إلي مجمل الأوضاع في الشرق الأوسط وإفريقيا وعملية برشلونة, والإصلاح الجاري في المنطقة العربية, والعلاقات الثنائية والتعاون القائم بين مصر وألمانيا. وأكد عواد ـ في تصريحات للصحفيين عقب لقاء القمة ـ أن الرئيس الألماني أعرب عن تطلعه لزيارة القاهرة في أكتوبر المقبل, تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس حسني مبارك. كما أبدي الرئيس الألماني اهتماما فائقا بالتعرف علي تقدير الرئيس مبارك للموقف الراهن في الشرق الأوسط. وطرح الرئيس الألماني أسئلة عديدة تمثل الشواغل التي تهتم بها ألمانيا وأوروبا, في ضوء فوز حركة حماس وتكليف الرئيس أبومازن لها بتشكيل الحكومة. وجدد الرئيس مبارك خلال اللقاء ما أكده من قبل حول ضرورة إتاحة المجتمع الدولي الوقت الكافي لحماس وقيادتها, لتبلور موقفها من الطروحات التي تضمنها بيان اللجنة الرباعية الأخير, والمتطلبات التي تضمنها خطاب أبومازن في الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي, وخطاب التكليف لإسماعيل هنية بتشكيل الحكومة. وأكد مبارك أن مساعدات المجتمع الدولي ينبغي استمرارها من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني, وإعطائه أملا في المستقبل. وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي الحالي لا يشجع حماس ولا الشعب الفلسطيني علي التجاوب مع جهود السلام. وأكد الرئيس مبارك أن مصر لن تتخلي عن القضية الفلسطينية, وأن جهودها مستمرة مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لتحقيق السلام. وكشف الرئيس النقاب عن أن الرئيس الفلسطيني أبومازن سيزور القاهرة قريبا. وأضاف عواد أن الرئيس مبارك انتقل إلي الحديث عن الملف الإيراني, حيث أكد أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتوصل إلي حل سياسي للأزمة, وأن التفكير في اللجوء إلي القوة يزيد الأمور تعقيدا, وستكون له انعكاسات سلبية علي منطقة الشرق الأوسط برمتها, وعلي السلم في العالم واستقراره. كما تطرق الرئيس إلي الوضع في دارفور وجهود تحقيق السلام الشامل في السودان, والجدل الدائر حاليا حول نقل مهمة حفظ السلام من ولاية الاتحاد الإفريقي إلي ولاية الأمم المتحدة, وأشار إلي أن الجدل حول نقل الولاية يجب ألا يلفت الاهتمام عن الأولوية الأساسية المتمثلة في إنجاح مفاوضات أبوجا, والتوصل إلي تسوية سياسية مقبولة من حركة التمرد والحكومة السودانية, وأوضح عواد أن الحديث تطرق أيضا إلي التعاون بين جانبي البحر المتوسط. وأبدي الرئيس الألماني اهتماما فائقا لما يمكن أن يقوم به الرئيس مبارك من دور لترشيد عملية برشلونة بمحاورها المختلفة الثقافية والاقتصادية والسياسية. وأشار الرئيس الألماني إلي سياسة الجوار الأوروبي الجديد والتفاوض الحالي للتوصل إلي خطة عمل بين مصر والاتحاد الأوروبي, تذهب إلي أبعد مما يحققه اتفاق المشاركة المصرية ـ الأوروبية. وتطرق الرئيس الألماني خلال اللقاء مع الرئيس مبارك إلي أزمة الرسوم المسيئة إلي الرسول, صلي الله عليه وسلم, وأشار إلي أن ألمانيا تعول علي دور الرئيس مبارك ومصر والأزهر الذي يمثل الإسلام المعتدل, في احتواء هذه الأزمة. وأكد الرئيس مبارك من جانبه ضرورة اتخاذ التدابير والسبل التي تكفل عدم تكرار هذه الأزمة. وفيما يتعلق بالإصلاح والتحديث في العالم العربي, أبدي الرئيس الألماني إعجابه بالتجربة المصرية وما تحقق من إصلاح سياسي واجتماعي واقتصادي, وأشار إلي أنه يتطلع إلي التعرف عن قرب لدي زيارته لمصر في أكتوبر المقبل, علي صورة التجربة المصرية. وقال عواد: إن الحديث تطرق أيضا إلي العلاقات الثنائية للبلدين, وأبدي الرئيسان تقديرهما للتطور المستمر في العلاقات, سواء علي محاور التنسيق والتعاون المشترك تجاريا, والمشروعات المشتركة والاستثمارات, ونوه الرئيس الألماني إلي التعاون الثقافي المتمثل في افتتاح الجامعة الألمانية بمصر في عام2003. ومن المقرر أن يواصل الرئيس مبارك مباحثاته في ألمانيا بلقاء قمة اليوم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل, وهو أول لقاء بينهما منذ أن تولت المستشارة الألمانية منصبها في نهاية العام الماضي. ورحب المتحدث باسم الحكومة الاتحادية الألمانية بزيارة الرئيس مبارك, وأشاد بمستوي العلاقات الثنائية في مختلف المجالات, خاصة علي الصعيد الثقافي, مؤكدا تطلع المستشارة الألمانية للقاء الرئيس مبارك, ورغبتها في الاستماع إلي وجهة نظر القيادة المصرية حول العديد من الملفات الساخنة في المنطقة, وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط, والمستجدات بالساحتين الفلسطينية والعراقية, فضلا عن العلاقات اللبنانية ـ السورية, ومشكلة دارفور, إلي جانب الملف النووي الإيراني. وسبل تطوير وتعزيز العلاقات المشتركة بين مصر والمانيا. |