مقالات الأهرام اليومى

فرحة المصريين بالأفارقة

صورة جميلة شهدتها القاهرة‏,‏ مزجت بين الحضارتين الفرعونية والإفريقية‏,‏ وأكدت وحدتهما العميقة بوادي النيل‏,‏ في حفل افتتاح رائع عبر عن بعث جديد للحضارتين معا‏,‏ وغني الجميع فيه بكل اللغات‏,‏ ورفعوا كل الأعلام‏,‏ وتابعتها كل شاشات إفريقيا ومعها العالم كله‏,‏ تلك الصورة التي احتفي بها المصريون بالأفارقة في بلدهم مصر‏,‏ إنها فرحة عاشتها مصر لحظة الافتتاح الثاني لاستاد القاهرة العريق‏,‏ أو تلك المدينة الرياضية الكاملة‏250‏ فدانا في قلب حي مدينة نصر‏.‏ لقد التف المصريون حول رئيسهم حسني مبارك في مشهد مثير وخلاب‏,‏ احتفالا بالأفارقة الذين نعتز بهم‏,‏ فنحن جزء منهم‏,‏ ويمثلون قارتنا الحبيبة‏16‏ منتخبا إفريقيا‏,‏ يقدمون فنا جميلا‏,‏ ويلعبون كرة القدم‏

‏ تلك اللعبة الشعبية التي تخلب القلوب والعقول وتخطف الأبصار‏.‏ وسنلعب الكرة الجميلة ونتنافس رياضيا‏

ويقف كل منا مع فريقه‏,‏ وسوف نسعي للفوز‏,‏ فهذا حقنا في المهرجان القاري المؤثر ذي السمعة العالمية الذي سنعايشه لمدة‏20‏ يوما مقبلة‏.‏ ولكننا جميعا‏,‏ خاصة الجمهور المصري‏,‏ سوف نشجع كرة القدم الجميلة‏,‏ ونعلي من قيمة المنافسة‏,‏ مع رفض التعصب والتطرف بكل أشكاله‏,‏ حتي ولو كان في تشجيع الكرة‏.‏

ولتكن فرحتنا دائمة مع كل مباراة للبطولة في مدن القاهرة والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد‏,‏ وليس في مباريات فريقنا فقط‏,‏ لأن البطولة كلها لنا ولإفريقيا‏,‏ ويجب أن نشارك اللاعبين فرحة اللعب النظيف‏,‏ ونهنيء الفائزين‏,‏ ونشيد بالذين يعرقون في الملعب‏,‏ حتي لو لم يحققوا الفوز فجمال الكرة الساحرة يأتي من حيويتها ومن قوة المتنافسين‏,‏ وهم يستحقون تشجيعنا وتصفيقنا‏.‏ تلك هي الكرة و هذا هو عالمها‏,‏ والعقلاء يحترمونها‏,‏ ويرون فيها ثقافة‏,‏ وقدرة علي الفهم ومخاطبة الآخرين‏,‏ لاعبين وجمهورا‏,‏ وشعوبا‏,‏ وإداريين‏,‏ وفنيين‏,‏ ونحن في مصر يجب أن نرسل من خلال البطولة وبطاقة حب‏,‏ ليس إلي الفرق التي تلعب فحسب‏,‏ بل إلي الشعوب التي تشاهد وتشجع منتخباتها في البطولة‏,‏ ولنعبر من خلالها عن فرحتنا وحبنا وانتمائنا إلي شعوب إفريقيا‏,‏ ولنكرر مع كل لعبة جميلة تعبيرنا عن الشوق إليها‏,‏ وإلي البطولة التي غبنا عن تنظيمها منذ عام‏1986‏ والتي فزنا بها في استاد القاهرة في يوم مشهود‏.‏

ومن حسن طالع البطولة الإفريقية‏2006‏ رقم‏25‏ المقامة بمصر أنها الأقوي في تاريخ كأس الأمم الإفريقية‏,‏ حيث تشارك فيها المنتخبات الخمسة التي تأهلت إلي مونديال ألمانيا وهي‏:‏ تونس‏,‏ وتوجو‏,‏ وأنجولا‏,‏ وغانا‏,‏ وكوت ديفوار‏,‏ والمنتخبات العريقة التي خرجت منها مثل‏:‏ مصر‏,‏ والكاميرون‏,‏ ونيجيريا‏,‏ والسنغال‏,‏ وجنوب إفريقيا‏,‏ والمغرب‏,‏ وتلك الفرق الأخري الصاعدة مثل‏:‏ ليبيا‏,‏ والكونغو‏,‏ وزيمبابوي‏,‏ وغينيا‏,‏ وزامبيا‏.‏ فليشاهد الجمهور المصري كرة إفريقيا القوية‏,‏ والممتعة التي يسحر لاعبوها العالم‏,‏ وتعتبر موطن اللاعبين المحترفين في الأندية الأوروبية الغنية‏,‏ فهي صاحبة الرقم القياسي بعد البرازيل في تصدير لاعبي كرة القدم إلي العالم‏.‏ ولقد جاءت هذه البطولة إلينا في الوقت المناسب بعد عامين شاقين‏,‏ حقق فيهما اقتصادنا نموا مستحقا‏,‏ وبعد عام شهد حراكا سياسيا كبيرا‏,‏ وعشنا خلاله انتخابات شاقة لم نشهد لها نظيرا من قبل في تاريخنا‏.‏

وتجيء هذه البطولة الكروية‏,‏ وكأنها هدية للمصريين‏,‏ وزادتها جمالا تلك المنشآت الرياضية القديمة والمتجددة‏,‏ وأهمهما استاد القاهرة الذي ازداد شوقنا إليه‏,‏ ولكن علينا أن نزيد البهجة والفرحة المستحقة بالتنظيم الجيد وحركة الجمهور المنتظمة‏,‏ لتجيء الرسالة متكاملة‏,‏ فقد أصبحنا في عالم يحكم علي الاقتصاد من صورة التنظيم في الشارع والمدرسة‏,‏ ويعرف قدرة الشعب ومكانته وفهمه استيعابه وروحه الجميلة من الملعب‏,‏ ومصر التي تتغير وتنمو وتتطور تبعث برسالة جديدة إلي قارتها ومحيطها الإقليمي‏,‏ وحتي الدولي‏..‏ ولتكن البطولة الإفريقية محطة مهمة‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى